الخميس، نوفمبر ٢٧، ٢٠٠٨

للذين سيأتون بعد






أيّ حزنٍ
تخبئنه يا بنات
لهذا الذي جاء من آخر الأرض
يسقي لكن
و يسألكن – و لمّا يكن سائلا –
عن طريقٍ إلى القلب كان وسيعا
يقول لجارته في السرير
سأجلس عند ارتحالكِ كالعرب القدماء
لعلي أرى كوكباً
أو أرى قمرا طالعاً
تقول له أولسنا قريبين؟
لسنا قريبين
نحن على خطوةٍ من فراقٍ حميمٍ
نرتب أشياءنا
و نعدّ ارتجاف أصابعنا
للذين سيأتون بعدُ
البكاء بسيط
كما ينبغي أن يكون
يغبّر أقدامه خلف ناقة محبوبهِ ساعة
و يعود
إلى قصة سوف يمنحه الفقد تأويلها

على شاطئ النهر في قرية في الشمال
انظروا بين أكتافه أيها الذاهبون إلى الحقل
و استيقنوا
علّكم تبصرون اتكاء القصيدة فوق كواهله
هكذا يولد الشعراء
اسألوا أمه..
هل ينام على جانبٍ واحدٍ
هل يكلم ناسا غريبين في عتمة الليل
هل كان يحفظ بيتا من الشعر أوله " ليت هنداً "
و هل كنتِ واجدةً فيه ما تجد البنت في فارسٍ
أم هو الشعر
جاء على حين إغفالةٍ و اصطفاه
يقول..
أتاني فأطفأني
ثم أوقد نارا
فلما توجهت تلقاءها
قال إني اصطفيتك
قلت فهل من مراودةٍ
قال إني اصطفيتك
قلت فهل من مكاشفةٍ
فتجلى
فلما تجلى تبينتُ
قال الحنين قريبٌ
و مبعدة ما سواه

الفتى صار يبحث في قلبه عن مكان
لمن طرقت بابه أمس
تجلس في حجره
و تقول له يا غريب
أحبك
في بلدة تكره الغرباء
يقول لها
في الصباح
نرتب أشياءنا
و نعد ارتجاف أصابعنا
للذين سيأتون بعد