
أقول لصاحبي
هوّن عليك مجيئها
حتى إذا رحَلت وجدتَ من العزاءِ
كما وجدتَ من الهوى.
فيقول لي
نحن الشماليون لا نرثُ العزاءَ
و إنما نرثُ افتقارَ العاشقين إلى الجمال.
و أنت
وجهك لم يعد أبدا شمالياً
و ألهاك التكاثر عن كلام البحر.
أذكرُ
حين غادرت الشمال و لم أودعها
أتتني في المنام
و عاتبتني
من تُراه أصاب قلبك بالجنوبِ
و هل هناك عرفتَ؟
أقرأ سورة الأعلى فتحملني إليكَ
يسبح الناجون باسمك يا شمالي الجمال
و يا جنوبي الأصالة
أين خبّأت الكلام؟
تبدلت لغتي على إثر اختلاطي بالجنوبيين
و المدن الثقيلةِ
أين خبّأت القصيدة؟
لم أخبّئها
و لكني ادخرت كلامها للعائدين
و هل يعود الغائبون إذا تقطع بينهم؟
سأقول للسمراء إن نامت على كتفي
كلاما لم يقله الله للعشاق من قبلي
سيمنحني طريقاً هادئاً
و حكاية أخرى لأحكيها
سأخبرها بأن البحر لم يكُ عادلاً
حين اصطفى قلبي
و حمّلني رسالته إلى مدن الجنوب
أقول -إن عادت إلى كتفي-
الجنوبيون أهلٌ للحضارة
و الشماليون أهلٌ للهوى
و أنا غريبٌ في الشمال
و في الجنوب.