الاثنين، يونيو ٢٣، ٢٠١٤

سأمطرني حين يخضرّ قلبك




زارني ملكٌ في سريري    
و نبأني للرحيل.
لم أكن حينها واعياً
و كنت أراه رقيقاً كما ينبغي لملاكٍ,
فلم أنهَهُ حين شقّ فؤادي و غسّله.
قال لي
العشق بابٌ إلى الله
للباب قلبك.
و الحزن بابٌ إلى العشق
للحزن عينيك.
و الهجر بابٌ إلى الحزن فالزم رحيلك.
سافرتُ حتى بكيتُ من البعدِ
ثم انتظرتكِ بالليل.
و لم أتوقف
و لو برهةً لأفكرَ..
هل يجمع الله قلبي
إذا ما تكسّر في البعدِ كالمزهرية..
هل سوف يجبُرُني..
هل سيلهمُ محبوبةً لتفتّش في النهر عن جسدي
ثم  تجمعه قطعةً .. قطعةً
أم سيتركني للمصادفة القدرية.
سافرت في سكّة الريح
في الرملِ
في المِلح
في شجر التينِ
في الوقتِ
في وجع القلب
و الذاكرة.
و قسمت موتي مناصفةً
بين زوج حمامٍ تذكرني بالهديل
و بين شماليةٍ 
ذات عينين بحريتين
تراودني في الشتاء عن البرد و الدّفئ في قبلةٍ واحدة.

لماذا أفقتُ من النوم هذا الصباح..
غفوتُ على غيمةٍ
أمطرتني على ظل نافذةٍ فرأيتكِ
واقفةً مثل تفاحةٍ
في المسافة بين الحقيقة و الحلم..
في أول المستحيل
و في آخر الصدفة الممكنة.
مشيتُ على وجع الروح حتى اقتربتُ
و سرنا على نَهَرٍ
فلم نُبتَلى بالمسافة.
شربنا معاً قهوةً للصباح
و اخرى لكي نتذكّر هذا الصباح
و قلتُ
أريدك حاضرةً.
قلتِ أصبح حاضرةً إن تذكّرتني.
في التفاصيل حاضرةٌ..
في القصيدة..
في رعشة القلب حين ترى كوكباً..
أو ترى قمرا طالعاً.

أنا ابن المسافةِ..
لم أبنِ بيتاً لأسكنهُ
حين يبيضُّ قلبك بالثلجِ
لكن بنيتُ شراعاً ليحملني
و مِزولةً..
كي أؤقت روزنامةً للغياب.
أصلّي إلى الله كي يرفع البحرَ عن كاهليّ
و يغفر ذنب المُحبين 
إن تغفريه..
و يغسلني
و يُطيّبُ لي خاطري في الطريق.
تعرّفتُ بي في الطريق إليكِ..
و رافقني الله
سامَرَني..
كي أغنّي له في المساءِ
بكيتُ له..و انطفأتُ..
فنوّرَ مِشكاته لأراكِ على البعدِ.
قلتُ له
بالودود اختبِر باطني في الهوى..
و اختبِرني.
و خذني إلى زمنٍ فيه يخضّرُّ قلب الحبيبة
خذني إلى مدن العشقِ
قال ليَ العشقُ بابٌ..
و للباب قلبك.
و الحزنُ بابٌ..
و للحزن عينيك.
و الهجر باب.

ليست هناك تعليقات: